عاشق الهير
14-04-2006, 11:04 PM
الحُـــر
http://www.uaearab.com/saqer/images/rubia.jpg
بعد سنوات طويلة من التجربة والممارسة في التدريب والصيد بالصقور فضلت الحر
لأسباب أهمها .. أنه صياد صبور لديه قوة وطاقة في الطرد أكثر من الشاهين
وهو أسرع منه في المسافات الطويلة ، وأقدر منه على الفوز بالصيدة .
( وبعض أنواع الحر ) يحضر بناء على طلب مدربه حتى ولو كانت الطريدة في
يده ، وسواء كان قد أكل منها قليلا أو كثيرا فإنه يترك صيدته ويلبي نداء
مدربه ، ويحدث هذا بنسبة صقرين في كل عشرين ، وهذه نسبة ممتازة بالنسبة
للجوارح الأخرى المتعلمة ، وحتى إذا كان الحر بعيدا عن صاحبه أو متخفيا
عنه ، يحضر إليه بمجرد سماع ندائه عليه .
ومن مميزاته المعروفة أنه إذا ظل برفقة صاحبه وقتا طويلا " وقرنص " فإنه
يصبح مهذبا ومطيعا للغاية وقد سمعت بعض الناس يقولون أنه ثقيل النفس ولكن
بحكم معاشرتي الطويلة لهذا الجنس من الطيور ، أقول أن ما قيل عنه غير
حقيقي ، وأهم مميزة في ( الحر ) أنه يكون جاهز للقنص ، وقد نظف ريشه
القديم وظهر ريشه الجديد ، أما قبل موسم الصيد بأسابيع أوفي أو الموسم
مباشرة ، وهذه ميزة عظيمة تعطي الفرصة لأصحاب الهواية ممارسة القنص في
الوقت المناسب ، ومعظم معيشة الحر في الصحراء التي تتوفر فيها الأرانب
والفئران والطيور البرية
ويتميز الحر بأنه يتحمل الجوع والجلد وقوة التحمل في شدة المعاملة ، وتناول
الغليظ من الغذاء ، وهو طائر قنوع ومزاجه أهدى وأبرد من سائر الجوارح
وهو أحسن ألفة وأشد إقداما على مهاجمة الطير ، وهو من أثبت الجوارح جنانا
وأقواها طيرانا ، وأحرصها على إيقاع الطرائد والظفر بها ، وهو قصير الذنب
عظيم المنكبين ، كبير الرأس ، أغبر اللون ، كما أنه أصفر الرجلين والمنقار
والصفات التي تعطى صقرا جيدا هي أن يكون أحمر اللون ، عريض الهامة طويل
العنق ، رحب الصدر ، ممتلئ الزور ، عريض الوسط ،ممتلئ الفخذين ، قصير
الساقين ، طويل الجناحين ، معتدل الذنب سبط الكف ، غليظ الأصابع ، أسود
اللسان واسع المنخار صغيرها ، جناحاه كالمقص على ظهره ، فإذا جمع هذه
الصفات كان شديد المراس والوثوق ، وكانت سرعته عظيمة .
ومن ألوانه الأشهب الكثير البياض ، ومنه الأبيض الخالص والأحمر والأصفر الضارب
إلى الحمرة ، ومنه الضارب لونه إلى الخضرة ، والأسود وهو لا يأوي إلى الأشجار
أو رؤوس الجبال ، إنما يسكن المغاور والكهوف وصدوع الجبال .
وأول من صاد بالحر وضراه الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده كما ذكرنا في
الفصل الثاني من هذه " الدراسة " ثم انتشر بين العرب وقد أخذت الفرس عن
العرب الصيد بالصقور فقد جاء في " كتاب القانون في علم البيزرة " أن كسرى
بهرام بن سابور ..
لما بلغه تضرية العرب للصقور على الصيد أرسل إلى نصر بن خزيمة صاحب الجزيرة
يلتمس منه صقورا فأرسل له منها ما كان قد دربه وعلمه الصيد فلما رآه كسرى
يقتنص الظبى والأرنب اشتد إعجابه به ، واتخذ الصقور وأظهر للروم فضلها على
الشواهين ، ومن هنا قال الجاحظ أن الباز عندهم أعجمي والصقر عربي .
وهو قليل لطلب الماء في الشتاء ، ولكن يزداد إقباله له في الصيف
قرنصة الحُر
والحر " يقرنص " مثل البزاة والشواهين ، فإذا أخذ الصقر يلقي ريش
جناحيه ، حتى لا يبقى فيه سوى العدد القليل ، كفه صحابه عن الصيد وأبقاه
في المنزل للقرنصة .
وهو لا يحتاج في أثناء القرنصة إلى شيء غير التوقية ، وذلك بإعطائه الطعام
الطري وخاصة الطيور والفئران البرية أو لحم الأرانب أما لحوم الأبقار والإبل
والغنم فلا تجوز بصفة دائمة ولا يجوز أن يتناول هذه اللحوم أكثر من أسبوع
واحد .. وأن يقدم له الماء كما عوده صقاره على تناوله .
وعلى صاحبه أن يداوم على نظافة المكان المعد لقرنصة الصقر ، وأن يمنع عنه
الحشرات الصغيرة مثل البق والبراغيث ، وأن يجعل الهواء يتخلل هذا المكان
بصفة دائمة . فإذا نال الطير حظه من الراحة سل ريشه وتركه ، ( لينبت )
بعد أربعين يوما
وفي ساحة القنص يجب تغطية رأس الطير " بالبرقع " لتغمض عيناه ، حتى لا
يثب عن يد صقاره لغير حاجة ، وحتى لا ينطلق على الطريدة قبل الأوان فتخور
قواه وتضعف عزيمته .
والحر يصيد الحبارى والأرنب والكروان ، ولا يصيد الغزال مطلقا ، والحر له
فصائل من نفس جنسه تابعة له تختلف من حيث حجم الجسم وطول الأجنحة ولون
الريش والعينين ، وهي حسب أسمائها الدراجة المعروفة في المنطقة ، وحسب
تسلسل فصائلها .
" الجرموشة " " وكرى الحرار " وقد تحدثنا عن الحر أما النوعان الآخران
وكرى الحرار
يقل حجمه قليلا عن الحر ، والبعض منها يساويه في الحجم ، وهو يتساوى مع
الحر في طريقة تدريبه وتعليمه ، وبعض أنواع الوكرى
تكون شديدة الشراسة ، وفي حالات قليلة تتفوق على الحر ، وألوانه الأحمر
المائل إلى الصفرة ، والميزة البارزة فيه والتي ينفرد بها عن بقية الجوارح
هي سواد عينيه واحمرار شعر قمة رأسه ، وفي الغالب يكون لون منخاره أصفر
وكف قدمه صفراء ..
وأهل المنطقة يعرفون الوكرى ويميزونه على الحر من النظرة الأولى له
وأثناء تحليقه في الجو ، إذا أن جناحيه تكونان إنسيابية ومنحنية إلى
أسفل قليلا . وهو يصيد كل ما يصيده الحر ، ويتبع معه نفس الأسلوب في
القرنصة ونوعية العلف الذي يتغذى عليه .
القرموشة
تكون أصغر في الحجم من الحر والوكرى ، وألوانها الأسود والأحمر والأشقر
والأبيض ، وكف قدمها والأصابع صغيرة ، والفم صغير والمنخار ضيق ، وتمتاز
بالصبر والجلد مثل الحر تماما . وتصيد كل ما يصيده الحر والوكرى
وتقرنص مثلهما
http://www.uaearab.com/saqer/images/rubia.jpg
بعد سنوات طويلة من التجربة والممارسة في التدريب والصيد بالصقور فضلت الحر
لأسباب أهمها .. أنه صياد صبور لديه قوة وطاقة في الطرد أكثر من الشاهين
وهو أسرع منه في المسافات الطويلة ، وأقدر منه على الفوز بالصيدة .
( وبعض أنواع الحر ) يحضر بناء على طلب مدربه حتى ولو كانت الطريدة في
يده ، وسواء كان قد أكل منها قليلا أو كثيرا فإنه يترك صيدته ويلبي نداء
مدربه ، ويحدث هذا بنسبة صقرين في كل عشرين ، وهذه نسبة ممتازة بالنسبة
للجوارح الأخرى المتعلمة ، وحتى إذا كان الحر بعيدا عن صاحبه أو متخفيا
عنه ، يحضر إليه بمجرد سماع ندائه عليه .
ومن مميزاته المعروفة أنه إذا ظل برفقة صاحبه وقتا طويلا " وقرنص " فإنه
يصبح مهذبا ومطيعا للغاية وقد سمعت بعض الناس يقولون أنه ثقيل النفس ولكن
بحكم معاشرتي الطويلة لهذا الجنس من الطيور ، أقول أن ما قيل عنه غير
حقيقي ، وأهم مميزة في ( الحر ) أنه يكون جاهز للقنص ، وقد نظف ريشه
القديم وظهر ريشه الجديد ، أما قبل موسم الصيد بأسابيع أوفي أو الموسم
مباشرة ، وهذه ميزة عظيمة تعطي الفرصة لأصحاب الهواية ممارسة القنص في
الوقت المناسب ، ومعظم معيشة الحر في الصحراء التي تتوفر فيها الأرانب
والفئران والطيور البرية
ويتميز الحر بأنه يتحمل الجوع والجلد وقوة التحمل في شدة المعاملة ، وتناول
الغليظ من الغذاء ، وهو طائر قنوع ومزاجه أهدى وأبرد من سائر الجوارح
وهو أحسن ألفة وأشد إقداما على مهاجمة الطير ، وهو من أثبت الجوارح جنانا
وأقواها طيرانا ، وأحرصها على إيقاع الطرائد والظفر بها ، وهو قصير الذنب
عظيم المنكبين ، كبير الرأس ، أغبر اللون ، كما أنه أصفر الرجلين والمنقار
والصفات التي تعطى صقرا جيدا هي أن يكون أحمر اللون ، عريض الهامة طويل
العنق ، رحب الصدر ، ممتلئ الزور ، عريض الوسط ،ممتلئ الفخذين ، قصير
الساقين ، طويل الجناحين ، معتدل الذنب سبط الكف ، غليظ الأصابع ، أسود
اللسان واسع المنخار صغيرها ، جناحاه كالمقص على ظهره ، فإذا جمع هذه
الصفات كان شديد المراس والوثوق ، وكانت سرعته عظيمة .
ومن ألوانه الأشهب الكثير البياض ، ومنه الأبيض الخالص والأحمر والأصفر الضارب
إلى الحمرة ، ومنه الضارب لونه إلى الخضرة ، والأسود وهو لا يأوي إلى الأشجار
أو رؤوس الجبال ، إنما يسكن المغاور والكهوف وصدوع الجبال .
وأول من صاد بالحر وضراه الحارث بن معاوية بن ثور بن كنده كما ذكرنا في
الفصل الثاني من هذه " الدراسة " ثم انتشر بين العرب وقد أخذت الفرس عن
العرب الصيد بالصقور فقد جاء في " كتاب القانون في علم البيزرة " أن كسرى
بهرام بن سابور ..
لما بلغه تضرية العرب للصقور على الصيد أرسل إلى نصر بن خزيمة صاحب الجزيرة
يلتمس منه صقورا فأرسل له منها ما كان قد دربه وعلمه الصيد فلما رآه كسرى
يقتنص الظبى والأرنب اشتد إعجابه به ، واتخذ الصقور وأظهر للروم فضلها على
الشواهين ، ومن هنا قال الجاحظ أن الباز عندهم أعجمي والصقر عربي .
وهو قليل لطلب الماء في الشتاء ، ولكن يزداد إقباله له في الصيف
قرنصة الحُر
والحر " يقرنص " مثل البزاة والشواهين ، فإذا أخذ الصقر يلقي ريش
جناحيه ، حتى لا يبقى فيه سوى العدد القليل ، كفه صحابه عن الصيد وأبقاه
في المنزل للقرنصة .
وهو لا يحتاج في أثناء القرنصة إلى شيء غير التوقية ، وذلك بإعطائه الطعام
الطري وخاصة الطيور والفئران البرية أو لحم الأرانب أما لحوم الأبقار والإبل
والغنم فلا تجوز بصفة دائمة ولا يجوز أن يتناول هذه اللحوم أكثر من أسبوع
واحد .. وأن يقدم له الماء كما عوده صقاره على تناوله .
وعلى صاحبه أن يداوم على نظافة المكان المعد لقرنصة الصقر ، وأن يمنع عنه
الحشرات الصغيرة مثل البق والبراغيث ، وأن يجعل الهواء يتخلل هذا المكان
بصفة دائمة . فإذا نال الطير حظه من الراحة سل ريشه وتركه ، ( لينبت )
بعد أربعين يوما
وفي ساحة القنص يجب تغطية رأس الطير " بالبرقع " لتغمض عيناه ، حتى لا
يثب عن يد صقاره لغير حاجة ، وحتى لا ينطلق على الطريدة قبل الأوان فتخور
قواه وتضعف عزيمته .
والحر يصيد الحبارى والأرنب والكروان ، ولا يصيد الغزال مطلقا ، والحر له
فصائل من نفس جنسه تابعة له تختلف من حيث حجم الجسم وطول الأجنحة ولون
الريش والعينين ، وهي حسب أسمائها الدراجة المعروفة في المنطقة ، وحسب
تسلسل فصائلها .
" الجرموشة " " وكرى الحرار " وقد تحدثنا عن الحر أما النوعان الآخران
وكرى الحرار
يقل حجمه قليلا عن الحر ، والبعض منها يساويه في الحجم ، وهو يتساوى مع
الحر في طريقة تدريبه وتعليمه ، وبعض أنواع الوكرى
تكون شديدة الشراسة ، وفي حالات قليلة تتفوق على الحر ، وألوانه الأحمر
المائل إلى الصفرة ، والميزة البارزة فيه والتي ينفرد بها عن بقية الجوارح
هي سواد عينيه واحمرار شعر قمة رأسه ، وفي الغالب يكون لون منخاره أصفر
وكف قدمه صفراء ..
وأهل المنطقة يعرفون الوكرى ويميزونه على الحر من النظرة الأولى له
وأثناء تحليقه في الجو ، إذا أن جناحيه تكونان إنسيابية ومنحنية إلى
أسفل قليلا . وهو يصيد كل ما يصيده الحر ، ويتبع معه نفس الأسلوب في
القرنصة ونوعية العلف الذي يتغذى عليه .
القرموشة
تكون أصغر في الحجم من الحر والوكرى ، وألوانها الأسود والأحمر والأشقر
والأبيض ، وكف قدمها والأصابع صغيرة ، والفم صغير والمنخار ضيق ، وتمتاز
بالصبر والجلد مثل الحر تماما . وتصيد كل ما يصيده الحر والوكرى
وتقرنص مثلهما