غرنجي
17-12-2010, 06:59 PM
http://img412.imageshack.us/img412/1324/ssdsdy.jpg
جاد البحر ومنذ القدم على الناس بالكثير من الخيرات والنعم، والجميل من أهله أن استغلوا كل خيراته وسخروها لتتناسب مع طبيعة حياتهم البسيطة، فقد سخروا كل خيراته لصنع مؤن الشتاء والصيف، حيث اعتمد سكان الساحل في الماضي على ابسط المواد لكي تمدهم بالعناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم، والبحر كان لهم بمثابة الشجرة المثمرة طوال العام.
http://img209.imageshack.us/img209/7838/gdd.jpg
ما إن يدخل الشتاء حتى تعود الأسماك إلى السواحل الدفيئة لتتكاثر، حاملةً معها مواسم زاخرة بشتى الأنواع اللذيذة والمتنوعة من الأسماك متفاوتة الأحجام، بحيث يتزامن تواجد الأسماك الكبيرة في الساحل مع تكاثر أسماك «العومة» (السردين) و«البرية» الصغيرة التي هي أساس غذاءها. فتمتلئ شباك الصيادين بأسماك »«العومة و«البرية» عند ممارستهم الصيد بطريقة «الضغوة». وعرفت أسماك البرية بهذا الاسم نسبةً إلى قرب تواجدها من البر. الأمر الذي سمح للصيادين باستغلال هذه الكميات عبر تجفيفها وتعليبها لمواسم تالية.ويذكر من يمارسون هذه المهنة بأن «الجاشع» وهو الاسم الذي أطلق على أسماك «العومة والبرية» بعد تجفيفها وهي من أفضل أنواع حفظ وتعليب السمك محلياً، والتي تسمح باستخدام السمك لفترة تتجاوز السنتان إذا ما أتقن حفظها. ومن لم يجرب أسماك «الجاشع» فقد خسر تذوق أفضل الأطباق المحلية، التي اعتمدت في أساسها على مكونات بسيطة إلا أنها تعطي مذاقا رائعاً.
ترويح الأسماك
ويعتمد تصنيع «الجاشع» على نشر أو ترويح الأسماك الصغيرة فور خروجها من البحر على بساط من الحصير أو النايلون لفترة تمتد من يومين إلى ثلاثة حسب شدة أشعة الشمس، للتأكد من تجفيفها بصورة جيدة مع التقليب باستمرار حتى لا تفسد عند التعليب. وترفع بعد ذلك في أكياس صغيرة لا تتجاوز 50 سنتيمترا وتباع بأسعار قد تصل إلى 120 درهما للكيس حسب جودة الإنتاج ونظافته من الأتربة. إذ سمي «الجاشع» أو «القاشع» بذلك لأنها تقشع وهي بالمحلي نزعها من التراب بعد عملية تجفيفها. ويعتمد جودة المنتج على مدى نظافته وعلى صغر حجمه، فكلما كانت أسماك «البرية» صغيرة وتميل إلى اللون الفاتح كلما كانت أغلى وألذ في الطعم.
يدخل في موسم «الجاشع» ثلاث أحجام من سمك «البرية» و«العومة» حيث يبدأ الموسم وينتهي بالأسماك ذات الأحجام المتوسطة والمائلة إلى الحمرة والتي تعرف بـ «عريبي النبات» وتؤخذ في الغالب كطعام للحيوانات أو كسماد للنباتات، أما الأسماك الصغيرة المائلة إلى البياض فتأتي في منتصف الموسم وتتميز بلذة طعمها وجودتها.
ومن الجدير بالذكر أنه مع دخول موسم «الجاشع» يصبح الشغل الرئيسي الذي تمارسه النسوة والجارات في تجمعاتهن في الأحياء «الفرجان»، حيث تحمل النساء أوعية «الجاشع» معها لتتسلى مع جاراتها بتقطيع أو تقطيف رؤوس الأسماك الصغيرة بهدف تنظيفها وإعدادها لصنع طبق «السحناه»، وذلك بالاحتفاظ بجذع السمكة الصغير وسحقه بعد ذلك في «المنحاز» مع إضافة بعض المنكهات الاختيارية التي تتباين بين الفلفل الأسود و«السنوت» وهو الكمون لإضفاء الطعم المطلوب عليه.
وجاء ابتكار «السحناه» وهي مسحوق أسماك «الجاشع» المجفف، كوجبة عند أهل الساحل بهدف استغلال كل موارد البحر بالدرجة الأولى ولتكون زادهم في الطريق ورحلات السفر الطويلة عندما لا تتوفر الأسماك الطازجة، فضلا عن أنها جاءت من باب التنويع في تقديم الأطباق البحرية التي كانت مصدر غذائهم الأساسي، مما جعلهم يتفننون بصناعات ونكهات خاصة من السمك. و«السحناه» إحدى هذه الأطباق اللذيذة التي تؤكل مع الأرز الأبيض و«نبات السيداف» والليمون والسمن البلدي.
ويختص أهالي الساحل الشرقي بهذا الطبق عن غيرهم من أهل الإمارات الأخرى، إذ تميزوا في صنعه وتقديمه على موائدهم فمنهم من يأكل «السحناه» وهي جافة مع الأرز والليمون، ومنعم من قدمها على هيئة صلصله عبر إضافة بودرة «السحناه» إلى الماء الدافئ وتطعيمها ببعض النكهات من البهارات.
جاد البحر ومنذ القدم على الناس بالكثير من الخيرات والنعم، والجميل من أهله أن استغلوا كل خيراته وسخروها لتتناسب مع طبيعة حياتهم البسيطة، فقد سخروا كل خيراته لصنع مؤن الشتاء والصيف، حيث اعتمد سكان الساحل في الماضي على ابسط المواد لكي تمدهم بالعناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم، والبحر كان لهم بمثابة الشجرة المثمرة طوال العام.
http://img209.imageshack.us/img209/7838/gdd.jpg
ما إن يدخل الشتاء حتى تعود الأسماك إلى السواحل الدفيئة لتتكاثر، حاملةً معها مواسم زاخرة بشتى الأنواع اللذيذة والمتنوعة من الأسماك متفاوتة الأحجام، بحيث يتزامن تواجد الأسماك الكبيرة في الساحل مع تكاثر أسماك «العومة» (السردين) و«البرية» الصغيرة التي هي أساس غذاءها. فتمتلئ شباك الصيادين بأسماك »«العومة و«البرية» عند ممارستهم الصيد بطريقة «الضغوة». وعرفت أسماك البرية بهذا الاسم نسبةً إلى قرب تواجدها من البر. الأمر الذي سمح للصيادين باستغلال هذه الكميات عبر تجفيفها وتعليبها لمواسم تالية.ويذكر من يمارسون هذه المهنة بأن «الجاشع» وهو الاسم الذي أطلق على أسماك «العومة والبرية» بعد تجفيفها وهي من أفضل أنواع حفظ وتعليب السمك محلياً، والتي تسمح باستخدام السمك لفترة تتجاوز السنتان إذا ما أتقن حفظها. ومن لم يجرب أسماك «الجاشع» فقد خسر تذوق أفضل الأطباق المحلية، التي اعتمدت في أساسها على مكونات بسيطة إلا أنها تعطي مذاقا رائعاً.
ترويح الأسماك
ويعتمد تصنيع «الجاشع» على نشر أو ترويح الأسماك الصغيرة فور خروجها من البحر على بساط من الحصير أو النايلون لفترة تمتد من يومين إلى ثلاثة حسب شدة أشعة الشمس، للتأكد من تجفيفها بصورة جيدة مع التقليب باستمرار حتى لا تفسد عند التعليب. وترفع بعد ذلك في أكياس صغيرة لا تتجاوز 50 سنتيمترا وتباع بأسعار قد تصل إلى 120 درهما للكيس حسب جودة الإنتاج ونظافته من الأتربة. إذ سمي «الجاشع» أو «القاشع» بذلك لأنها تقشع وهي بالمحلي نزعها من التراب بعد عملية تجفيفها. ويعتمد جودة المنتج على مدى نظافته وعلى صغر حجمه، فكلما كانت أسماك «البرية» صغيرة وتميل إلى اللون الفاتح كلما كانت أغلى وألذ في الطعم.
يدخل في موسم «الجاشع» ثلاث أحجام من سمك «البرية» و«العومة» حيث يبدأ الموسم وينتهي بالأسماك ذات الأحجام المتوسطة والمائلة إلى الحمرة والتي تعرف بـ «عريبي النبات» وتؤخذ في الغالب كطعام للحيوانات أو كسماد للنباتات، أما الأسماك الصغيرة المائلة إلى البياض فتأتي في منتصف الموسم وتتميز بلذة طعمها وجودتها.
ومن الجدير بالذكر أنه مع دخول موسم «الجاشع» يصبح الشغل الرئيسي الذي تمارسه النسوة والجارات في تجمعاتهن في الأحياء «الفرجان»، حيث تحمل النساء أوعية «الجاشع» معها لتتسلى مع جاراتها بتقطيع أو تقطيف رؤوس الأسماك الصغيرة بهدف تنظيفها وإعدادها لصنع طبق «السحناه»، وذلك بالاحتفاظ بجذع السمكة الصغير وسحقه بعد ذلك في «المنحاز» مع إضافة بعض المنكهات الاختيارية التي تتباين بين الفلفل الأسود و«السنوت» وهو الكمون لإضفاء الطعم المطلوب عليه.
وجاء ابتكار «السحناه» وهي مسحوق أسماك «الجاشع» المجفف، كوجبة عند أهل الساحل بهدف استغلال كل موارد البحر بالدرجة الأولى ولتكون زادهم في الطريق ورحلات السفر الطويلة عندما لا تتوفر الأسماك الطازجة، فضلا عن أنها جاءت من باب التنويع في تقديم الأطباق البحرية التي كانت مصدر غذائهم الأساسي، مما جعلهم يتفننون بصناعات ونكهات خاصة من السمك. و«السحناه» إحدى هذه الأطباق اللذيذة التي تؤكل مع الأرز الأبيض و«نبات السيداف» والليمون والسمن البلدي.
ويختص أهالي الساحل الشرقي بهذا الطبق عن غيرهم من أهل الإمارات الأخرى، إذ تميزوا في صنعه وتقديمه على موائدهم فمنهم من يأكل «السحناه» وهي جافة مع الأرز والليمون، ومنعم من قدمها على هيئة صلصله عبر إضافة بودرة «السحناه» إلى الماء الدافئ وتطعيمها ببعض النكهات من البهارات.