غرنجي
22-09-2010, 08:02 PM
لغات الروح
الربابة ·· شرايين تقطر شجناً
من المؤكد أن فنوننا الشعبية لم تنبع من فراغ شأنها شأن فنون العالم كله فكانت صوت الأجداد الذي وصلنا صداه عابراً الصحراء معبّراً عن بيئتهم وأحوالهم في كل المجالات والمناسبات.
وعلى الرغم من أنه وصلنا الكثير من فنون الأجداد الذي تمّ حفظه وتوثيقه لكن ثمة قصائد وشلاّت وألحاناً وأغاني لا يُعرَف مبدعها الحقيقي ربما لأنها كانت تقدّم بتكرار تلقائي عبر الأجيال المتعاقبة أو لعدم تمكن الرواة من معرفة قائلها أو مبدعها. لذا فإن معظم ما نراه ونسمعه من موروثات شعبية غنائية وموسيقية، يعود الفضل للفنان الشعبي في شيوعها وإيصالها إلينا لدوام استمرارها، سواء كان هذا الفنان قديماً مجهولاً لنا أو معاصراً يشارك في نقل و-أحياناً- تطوير الموروث الشعبي.
خلال الطفرة الفنية في العقدين الماضيين لم يُهمّش فن العزف على الربابة الذي عرفته البادية منذ مئات السنين بل ظل مستمراً ومتواصلاً يمارسه كثر من الفنانين منهم الشاعر الشعبي الكبير أحمد الكندي وعازف الربابة علي الكيبالي الذي قام بعزف ونشد بعض قصائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، لعل أجملها مطلقاً قصيدة ''مشغوب منك ومشغلني'' التي باحت فيها شرايين الربابة للقوس ببوح جميل. كما قدمها الفنان أصيل أبوبكر بنمط ''الجلسة'' بينما قدمها كشلّة أكثر من فنان إماراتي نظراً لجمال معانيها وتكريسها المفردة المحلية، يقول مطلعها:
مشغوب منك ومشغلني ... يالسولعي ياأريش العين
في عودة إلى الربابة، يُلاحظ أنها اتخذت أشكالاً متعددة منها الشكل ''المستطيل'' كما في الخليج وبلاد الشام، ومنها ''الدائري'' كما في العراق، ومنها على شكل ''الكمان'' كما في المغرب العربي. بينما أشهر مقامات العزف على الربابة تلك التي يشترك فيها معظم أهل الجزيرة والخليج العربي منها ''المسحوب'' وهو مقام يتسم بالحزن والشكوى وهناك ''الهجيني'' وهو مقام يتسم بالفرح والبهجة.
م/ن
الربابة ·· شرايين تقطر شجناً
من المؤكد أن فنوننا الشعبية لم تنبع من فراغ شأنها شأن فنون العالم كله فكانت صوت الأجداد الذي وصلنا صداه عابراً الصحراء معبّراً عن بيئتهم وأحوالهم في كل المجالات والمناسبات.
وعلى الرغم من أنه وصلنا الكثير من فنون الأجداد الذي تمّ حفظه وتوثيقه لكن ثمة قصائد وشلاّت وألحاناً وأغاني لا يُعرَف مبدعها الحقيقي ربما لأنها كانت تقدّم بتكرار تلقائي عبر الأجيال المتعاقبة أو لعدم تمكن الرواة من معرفة قائلها أو مبدعها. لذا فإن معظم ما نراه ونسمعه من موروثات شعبية غنائية وموسيقية، يعود الفضل للفنان الشعبي في شيوعها وإيصالها إلينا لدوام استمرارها، سواء كان هذا الفنان قديماً مجهولاً لنا أو معاصراً يشارك في نقل و-أحياناً- تطوير الموروث الشعبي.
خلال الطفرة الفنية في العقدين الماضيين لم يُهمّش فن العزف على الربابة الذي عرفته البادية منذ مئات السنين بل ظل مستمراً ومتواصلاً يمارسه كثر من الفنانين منهم الشاعر الشعبي الكبير أحمد الكندي وعازف الربابة علي الكيبالي الذي قام بعزف ونشد بعض قصائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، لعل أجملها مطلقاً قصيدة ''مشغوب منك ومشغلني'' التي باحت فيها شرايين الربابة للقوس ببوح جميل. كما قدمها الفنان أصيل أبوبكر بنمط ''الجلسة'' بينما قدمها كشلّة أكثر من فنان إماراتي نظراً لجمال معانيها وتكريسها المفردة المحلية، يقول مطلعها:
مشغوب منك ومشغلني ... يالسولعي ياأريش العين
في عودة إلى الربابة، يُلاحظ أنها اتخذت أشكالاً متعددة منها الشكل ''المستطيل'' كما في الخليج وبلاد الشام، ومنها ''الدائري'' كما في العراق، ومنها على شكل ''الكمان'' كما في المغرب العربي. بينما أشهر مقامات العزف على الربابة تلك التي يشترك فيها معظم أهل الجزيرة والخليج العربي منها ''المسحوب'' وهو مقام يتسم بالحزن والشكوى وهناك ''الهجيني'' وهو مقام يتسم بالفرح والبهجة.
م/ن