دماني العين
10-04-2007, 03:36 PM
مسسسا الورد ع الجمييييع ....
http://alittihad.ae/assets/images/2005/09/11037/world_02_b_210905.jpg
المعقصة هي الماشطة وهي المجدلة والفلاية والعكافة- أو العجافة- والمظفرة وسوى ذلك كثير من الأسماء، غير أن ميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه، قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل والتسريحات العالمية وأدوات التجميل الحديثة، التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها· وقد اعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي قديما على جانبين مهمين، الأول: الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الأخر فهو الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل بيوت الحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها، خاصة أن حلاّقات أيام زمان لا يختلفن عن زملائهن الرجال المتهمين بكثرة الكلام، ولا نقول الثرثرة· وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح، ولكون المعقصة- عادةً- امرأة فقيرة، مما استلزم قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في أعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة أخرى، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها وجودة خلطاتها وتجديلها وخدمتها·
تمارس المعقصة عملها ضمن مواعيد ومواقيت ومناسبات خاصة، فتجدها تنتقل من بيت إلى أخر، كل يوم خميس أو جمعة لتعقيص شعور النساء، إضافة للمناسبات والمواسم مثل انتهاء النفاس بعد أربعين الولادة، وكذلك عند عودة الرجال من رحلة الغوص التي تمتد لبضعة أشهر، وعند عودة الزوج من السفر وقبيل الأعياد وحفلات الزواج وتزيين العرائس، وفي بعض الأحيان تذهب البنات ومعهن رشوشهن إلى بيت العجافة حيث يجلسن في حلقة واحدة لتجدل شعورهن وتدليها على متونهن-أكتافهن- الواحدة تلو الأخرى، وكان لكل مناسبة وعمر ومنزلة اجتماعية، تسريحتها الخاصة ورشوشها- أي زيوتها الخاصة- الصافية منها أو المخلوطة وهي كثيرة·
تعيش المعقصة في الفريج أو الحارة وتخدمها، وثمة أسر ميسورة عادةً ما تكون لها معقصة خاصة بها تعيش معهم في البيت وتكنى أحيانا باسم الابن الأكبر للعائلة - أم سعيد على سبيل المثال- وترافق بنت العائلة فيما لو تزوجت، حتى نهاية الأسبوع الأول للزواج، وقد تستمر لأكثر من ذلك إذا أرادت البنت ذلك، أما المرأة البدوية فإنها تعتني بنفسها وبناتها، لذا لم يعرف المجتمع البدوي مهنة المعقصة·
استخدمت المرأة قديما دهن البقر لتليين الشعر وفي البادية الزبدة المأخوذة من حليب الإبل أو الغنم بعد تسخينها وتذويبها، واستخدمت الحضرية دهون الشعر المجلوبة من الهند وإيران وباكستان، فضلا عن أمشاط البلاستك والحديد وحتى الذهب والفضة التي لم تكن شائعة قديما بل تقتصر على بعض الأسر الغنية· وثمة زيوت شائعة منها زيت تاتا وزيوت الشعر الهندية، التي مثلت أول مواد صناعية لشعر المرأة التي استخدمتها ولا زالت، خلافا لدهون الحيوانات كالبقر والإبل والماعز، في تليينها للشعر وإكسابه لمعانا· وكان الشعر الكثيف والناعم الطويل محل فخر واعتزاز للمرأة، ويبدأ الاهتمام به من سن السابعة، فيخدم بالزيوت والتمشيط والربط، وكان نادرا ما يُقص أو يُقصر·الأغرب في هذا كله أن المعقصة لم تكن قديما تقبض أجرا محددا أو متفقا عليه، بل تمنح مكافأة عينية في الأغلب تشتمل على المأكل والملبس أحيانا، عدا ما تقبضه من الأمهات عند زواج بناتهن بعدما تعقص وتزين العروس وتعلق المشموم على شعرها، كما تصب القهوة للعريس، وتكشف وجه العروس لأهل العريس وتلازمها لمدة أسبوع· والمعقصة امرأة فقيرة، لذا يساعدها الكثير من نساء الحي، دون أن تطلب، وهو عرف اتصفت به الحياة قديما بما امتازت به من تكافل وتعاضد·
مع تحياتي
http://alittihad.ae/assets/images/2005/09/11037/world_02_b_210905.jpg
المعقصة هي الماشطة وهي المجدلة والفلاية والعكافة- أو العجافة- والمظفرة وسوى ذلك كثير من الأسماء، غير أن ميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه، قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل والتسريحات العالمية وأدوات التجميل الحديثة، التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها· وقد اعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي قديما على جانبين مهمين، الأول: الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الأخر فهو الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل بيوت الحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها، خاصة أن حلاّقات أيام زمان لا يختلفن عن زملائهن الرجال المتهمين بكثرة الكلام، ولا نقول الثرثرة· وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح، ولكون المعقصة- عادةً- امرأة فقيرة، مما استلزم قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في أعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة أخرى، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها وجودة خلطاتها وتجديلها وخدمتها·
تمارس المعقصة عملها ضمن مواعيد ومواقيت ومناسبات خاصة، فتجدها تنتقل من بيت إلى أخر، كل يوم خميس أو جمعة لتعقيص شعور النساء، إضافة للمناسبات والمواسم مثل انتهاء النفاس بعد أربعين الولادة، وكذلك عند عودة الرجال من رحلة الغوص التي تمتد لبضعة أشهر، وعند عودة الزوج من السفر وقبيل الأعياد وحفلات الزواج وتزيين العرائس، وفي بعض الأحيان تذهب البنات ومعهن رشوشهن إلى بيت العجافة حيث يجلسن في حلقة واحدة لتجدل شعورهن وتدليها على متونهن-أكتافهن- الواحدة تلو الأخرى، وكان لكل مناسبة وعمر ومنزلة اجتماعية، تسريحتها الخاصة ورشوشها- أي زيوتها الخاصة- الصافية منها أو المخلوطة وهي كثيرة·
تعيش المعقصة في الفريج أو الحارة وتخدمها، وثمة أسر ميسورة عادةً ما تكون لها معقصة خاصة بها تعيش معهم في البيت وتكنى أحيانا باسم الابن الأكبر للعائلة - أم سعيد على سبيل المثال- وترافق بنت العائلة فيما لو تزوجت، حتى نهاية الأسبوع الأول للزواج، وقد تستمر لأكثر من ذلك إذا أرادت البنت ذلك، أما المرأة البدوية فإنها تعتني بنفسها وبناتها، لذا لم يعرف المجتمع البدوي مهنة المعقصة·
استخدمت المرأة قديما دهن البقر لتليين الشعر وفي البادية الزبدة المأخوذة من حليب الإبل أو الغنم بعد تسخينها وتذويبها، واستخدمت الحضرية دهون الشعر المجلوبة من الهند وإيران وباكستان، فضلا عن أمشاط البلاستك والحديد وحتى الذهب والفضة التي لم تكن شائعة قديما بل تقتصر على بعض الأسر الغنية· وثمة زيوت شائعة منها زيت تاتا وزيوت الشعر الهندية، التي مثلت أول مواد صناعية لشعر المرأة التي استخدمتها ولا زالت، خلافا لدهون الحيوانات كالبقر والإبل والماعز، في تليينها للشعر وإكسابه لمعانا· وكان الشعر الكثيف والناعم الطويل محل فخر واعتزاز للمرأة، ويبدأ الاهتمام به من سن السابعة، فيخدم بالزيوت والتمشيط والربط، وكان نادرا ما يُقص أو يُقصر·الأغرب في هذا كله أن المعقصة لم تكن قديما تقبض أجرا محددا أو متفقا عليه، بل تمنح مكافأة عينية في الأغلب تشتمل على المأكل والملبس أحيانا، عدا ما تقبضه من الأمهات عند زواج بناتهن بعدما تعقص وتزين العروس وتعلق المشموم على شعرها، كما تصب القهوة للعريس، وتكشف وجه العروس لأهل العريس وتلازمها لمدة أسبوع· والمعقصة امرأة فقيرة، لذا يساعدها الكثير من نساء الحي، دون أن تطلب، وهو عرف اتصفت به الحياة قديما بما امتازت به من تكافل وتعاضد·
مع تحياتي